|
لا إلـه إلا الله
معنـاهـا فضلهـا شـروطهـا
بسم الله الرحمان الرحيم
(لا إله إلا الله) هذه
الجملة تسمى كلمة الإخلاص،كلمة التقوى، وكلمة التوحيد؛ لأن من قالها موقناً
بها فهو خالص من الشرك، محقق للتوحيد والتقوى.
* تتكون هذه الشهادة من جملتين: جملة نفي، وجملة إثبات؛
فجملة النفي: لا إله، وجملة الإثبات: إلا الله.
المعنى:لا
إله يعبد بحق إلا الله تعالى، وكل ما يعبد من دون الله تعالى فإنه لا يستحق
أن يكون إلهاً، وبالتالي فلا يستحق أن تصرف له العبادة.
* يتخذ الناس آلهة كثيرة يعبدونها من دون الله تعالى، أو
يعبدونها مع الله تعالى، فمن الناس من إلهه البقر كالهندوس، ومنهم من إلهه
الحجر كمشركي العرب والبوذيين، ومنهم من يتخذ آلهة من الملائكة أو الأنبياء
كما يفعل الكثير من النصارى بعبادتهم لعيسى عليه السلام ودعائه والاستغاثة
به ...
فضائل لا إله إلا الله
* بما أن لا إله إلا الله تعني نفي وجود إله حق إلا الله
تعالى، وتحصر الألوهية فيه وحده دون سواه؛ فإن لهذه الجملة فضائل كثيرة عند
الله تعالى منها:
1- أن الخلق ما خلقوا إلا لأجل تحقيق معنى هذه الجملة
(لا إله إلا الله) ولا أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب إلا لأجل ذلك؛ كما في
قوله تعالى:
)ومَاَ
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِليْهِ أَنَّهُ لا
إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ(
[الأنبياء:25].
2- أن من قالها بقلبه ولسانه،
وعمل بمقتضاها فهو في الدنيا من المؤمنين، وفي الآخرة من الناجين من النار،
الفائزين بالجنة؛ كما جاء في حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي
r
أنه قال: " إن الله حرَّم على النار من قال لا
إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " [رواه البخاري 425].
3- من فضائل هذه الجملة أنها سبب دخول الجنة وثمنها،
فثمن الجنة التوحيد والإيمان، وهي كلمة التوحيد والإيمان بها هو الإيمان
المطلوب لدخول الجنة، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة.
4- أن هذه الجملة أحسن الحسنات وأفضلها؛
كما قال أبو ذرt:
قلت: يا رسول الله، كلمني بعمل يقربني من الجنة و يباعد ني من النار، قال:
" إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها،
قلت: يا رسول الله، لا إله إلا الله من الحسنات ؟ قال: هي أحسن الحسنات "
[رواه أحمد 5/169].
5- أنها أفضل الذكر، وأثقل شيء في الميزان يوم القيامة؛
كما روى النبي
rأن
نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته: " آمرك
بلا إله إلا الله؛ فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة،
ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات
السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن لا إله إلا الله " [
رواه أحمد 2/170]
6- إنها تحفظ العبد من الشيطان
وتزيد في الحسنات، وتقلل السيئات؛ كما قال النبي
r
" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر
رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان
في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه"
[رواه البخاري 6403]
*
يشرع للمسلم أن يقول هذا الذكر العظيم الذي ورد في الحديث مائة مرة في
الصباح ومائة مرة في المساء، أو أكثر من ذلك إن كان قادراً، ويقوله بتدبر
وتأمل؛ وذلك ليحصن نفسه من الشيطان، ولكي ينال الأجور الكثيرة الواردة في
الحديث.
7- من فضائل هذه الجملة أنها تفتح أبواب الجنة؛
كما جاء في حديث عمر
t
عن النبي
r
أنه قال: " ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو
فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا
فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" [رواه مسلم 234].
شروط هذه الجملة
لهذه الجملة العظيمة ثمانية شروط لابد أن يحققها قائلها حتى
تنفعه عند الله تعالى يوم القيامة، وتكون سبباً في نجاته من النار، وفوزه
برضوان الله تعالى والجنة، وهذه الشروط هي:
1-
العلم بمعناها وما يلزم لها،
بحيث يعلم الله تعالى وحده هو المعبود، ولا يستحق أحد غيره.
2-
الصدق في قولها والعمل بها؛
لأن من الناس من يقولها بلسانه وهو كاذب لم يؤمن بها، ولا يعمل بمقتضاها؛
كما هو حال المنافقين الذين يقولونها بألسنتهم ولكن قلوبهم لم تؤمن بها فهم
كاذبون في إيمانهم.
3-
اليقين بها،
بمعنى أن يقولها وقلبه موقن بمعناها وما يلزم لها، فإن وحد
الله تعالى وهو شاك في استحقاقه للعبادة فلا تنفعه، أو شك أن هناك من يستحق
العبادة مع الله تعالى فكذلك لا تنفعه.
4-
القبول بها
وبكل ما تقتضيه من أقوال وأفعال، ودليل ذلك قول الله تعالى:
}
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّه ومَاَ
أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسبْاَطَ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وعِيسَ وَمَا
أُتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِهِم لا نُفَرِقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُم
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
{
[البقرة: 36].
5-
الانقياد التام لما دلت عليه،
ودليل ذلك قول الله تعالى:
)
وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلىَ
اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَد اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
(
[لقمان:22].
6-
الإخلاص في قولها وما يلزم لها،
فلا يقولها لينال حظاً من حظوظ الدنيا، ولا يشرك في الأعمال الصالحة أحداً
مع الله تعالى؛ لأن الأعمال الصالحة هي من لوازم هذه الجملة العظيمة، ويحذر
من الرياء والسمعة في أقواله وأفعاله، ويجتهد في إخلاصها لله تعالى.
7-
المحبة لها وما دلت عليه من معاني،
واقتضته من الأقوال والأفعال؛ بأن يحب الله تعالى ويحب رسوله ونبيه محمد
r
ويقدم محبتهما على كل محبة، ومن لوازم ذلك: بغض ما يبغضه الله تعالى ورسوله
من الأشخاص والأقوال والأفعال.
8-
الكفر بما يناقضها من الاعتقادات والأقوال والأفعال؛
لقول النبي
r:
" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون
الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله" [رواه مسلم32].
|
