أولاد النبـي:
أحب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم السيدة خديجة
لأنها كانت الزوج الولود إذ ولدت له ثلاثة أبناء هم:
القاسم وعبد الله والطيب, وأربع بنات هن: فاطمة الزهراء
وزينب ورقيه وأم كلثوم وللنبي ولد آخر من السيدة ماريه
القبطية واسمه إبراهيم وقد مات جميع أولاد النبي في حياته
إلا سيدتنا فاطمة الزهراء أم سيدينا الحسن والحسين فإنها
توفيت بعد والدها بستة أشهر.
|
|
الوحي أو الملك جبرائيل:
كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم يفكر في صانع هذا الكون
ويلتمس منه الحكمة والهداية، فكان ينقطع لعبادة ربه في غار
حراء بالقرب من مكة وذلك في شهر رمضان من كل سنة.
|
هبوط الوحي:
هكذا كانت حياة النبي بعد زواجه إلى أن بلغ الأربعين من
عمره فأرسل الله الملك جبريل إلى النبي وهو في الغار يبشره
أن الله اصطفاه نبياً لهداية الناس.
|
|
الدعوة إلى الإيمان:
دعا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم سراً من يثق بهم
إلى الإيمان فكان أول من آمن به زوجه السيدة خديجة من
النساء وصديقه أبو بكر من الرجال وابن عمه علي بن أبي طالب
من الصبيان. ثم أمره الله تعالى أن يدعو الناس للإيمان
جهراً وليتركوا عبادة الأوثان التي تضرهم ولا تنفعهم ففعل
ذلك.
فأمن به من شرح الله قلبه للإسلام وكانوا قلائل ضعافاً
وكفر معظمهم برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخذوا
يؤذونه هو ومن آمن معه. هكذا بقي النبي عشرة سنة في مكة
يصبر ويّصَبر أصحابه على أذى الكفار ويدعو الله أن يِشرَح
صدر هؤلاء الكفار للإيمان.
|
|
الهجرة إلى المدينة المنورة:
ازداد أذى الكفار على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى
أصحابه الكرام، وكان بعض أهل المدينة المنورة قد آمنوا
برسالته فأمر النبي أصحابه بالهجرة من مكة إلى المدينة
فهاجروا ولم يبقى في مكة إلا القليل ومع ذلك لم يكف مشركو
مكة عن أذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنهم أجمعوا
رأيهم على قتله فجمعوا لذلك من كل قبيلة شاباً حتى يتفرق
دمه في القبائل وتتعذر على أهله المطالبة بثأره فأعلمه
الله تعالى بنيتهم وأمره بالهجرة وكان عمره ثلاث وخمسين
سنه.
خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من داره في الليلة التي
التف الشبان حولها لقتله فألقى الله عليهم تانوم فلم يره
أحد، وكان قد خلف في فراشه ابن عمه علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه ليرد الودائع التي كانت عنده لأصحابها. والتقى
النبي صلى الله عليه وسلم بصديقه أبي بكر حيث كان في
انتظاره فاصطحبه معه في هجرته.
خرجا من مكة المكرمة ولم يرهما أحداً واختبآ بغار ثور
عندما أدركهما مشركي قريش حيث أرسل الله تعالى العنكبوت
بعد دخولهما الغار فسدت مدخله بخيوطها وأرسل سبحانه الحمام
ليبيض فوق بيت العنكبوت.
هجم الكفار على دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم على
دار أبي يكر فلم يجدوهما فاشتد غيظهم وجعلوا لمن يأتي
بالنبي صله الله عليه وآله وسلم أو يدل عليه مائه ناقة،
وأرسلوا في طلبهما وجدوا بالتفتيش عليهما في كل جهة
واتبعوا آثارهما حتى أتوا غار ثور فقال قائل بينهم: قد
يكونان في الغار. فأجابه آخر أتريد تضليلنا؟ أم تريد أن
نضيع وقتنا؟ ألا ترى بيض الحمام فوق بيوت العنكبوت، وقال
ثالث: إن هذا الغار لم يدخله أحد منذ سنين، هيا لنفتش
عنهما في مكان آخر. ثم انصرفوا بينما كان أبو بكر داخل
الغار يسمع محاورتهم ويرجف خوفاً على النبي، والنبي صلى
الله عليه وآله وسلم يقول له:" لا تحزن إن الله معنا ".
|
|
خروجهما من الغار:
خرج النبي صله الله عليه وآله وسلم وصديقه من الغار بعد إن
اختبآ فيه ثلاث ليال وسارا في طريقهما فصادفهما في الطريق
أعربي فسأل أبا بكر عمن معه فقال أبو بكر: " هاد يهدينا
الطريق " وأراد أبو بكر رضي الله عنه طريق الخير وفهم
الإعرابي طريق السير. وما زالا يتابعان سيرهما حتى وصلا
إلى المدينة فتلقاهما أهلها فرحين مسرورين.
وهكذا تمت هجرة النبي صلى الله عليه وآله مسلم ومن هذه
السنة نبدأ التاريخ الهجري.
|
|
المهاجرون والأنصار:
جعل النبي يؤاخي بين أهل المدينة " الأنصار " والذين
هاجروا إليها " المهاجرون " حتى صار كل منهم يحب أخاه حباً
صادقاً، ويريد له الخير كما يريده لنفسه، فكان الأنصار
يقسمون أموالهم وأرزاقهم مع المهاجرين، مُرَدِّدين في
أنفسهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يسلم
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " فحسنت حالهم ورزقهم
الله من فضله خيراً كثيراً.
|
|
فتح مكــة:
وبعد أن أستقر النبي في المدينة المنورة أخذ ينشر الدين
الإسلامي ويرسل أصحابه يدعون القبائل لاعتناق دين الله
العظيم وفي الثامنة من الهجرة دخل النبي مكة فاتحاً محطم
جميع أصنامها وهو يتلو الآية الكريمة: " قل جاء الحق وزهق
الباطل*إن الباطل كان زهوقاً ".
|
|
عفوه عند المقدرة:
كلنا يعلم كم آذت قريش النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ
حرضت جميع القبائل لهدر دمه فأجبروه على الهجرة ليلاً من
بلده ليحمي نفسه، زد على ذلك أن أحدهم حاول الاعتداء عليه
بصورة فظة فكان جزاؤه منه عند ما قدر عليه أن عفى عنه ودعى
له الله أن يهديه للإيمان وهكذا خضعت له قريش وأسلمت حباً
بخُلق النبي راضية غير مكرهة.
|
|
إنتشار الإسلام:
كان فتح مكة نصراً مبيناً لدين الله، فيه كسرت الأصنام
وتفرق شمل الكافرين، بينما إنتشر الدين الإسلامي في جميع
أنحاء الجزيرة العربيه والاقطار المجاورة. فكانت القبائل
تأتي النبي صلىالله عليه وآله وسلم وتدخل في دين الله
أفواجاً أفواجاً.
عشر سنين قضاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينه
المنورة يعظ الناس ويعلمهم أمور دينهم ويوفد الرسل إلى
الملوك والأمراء مبشرين ومنذرين، ويوحد صفوف الؤمنين ويؤلف
بين قلوبهم فتفانوا في نصرة دينهم الجديد وتركوا ما كانوا
عليه من عبادة الأوثان وشرب الخمر ولعب القمار وقتل بعضهم
البعض ودفن بناتهم أحياء.
|
|
وفاة النبي:
لما عمت رالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنتشر
الإسلام، وافته المنيه في المدينة المنورة وكان ذلك يوم
الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول " السنة الحادية عشره
للهجره " فدفن في الحجرة التي توفي فيها وهي الروضه
الشريفه في المدينه المنوره اليوم.
مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وله من العمر ثلاث
وستون سنة قبل البعثة وثلاث عشرة سنة بعدها وقضى عشر سنين
في المدينه المنورة.
|
|